سعيد مهران الرجل الذي ذبحته الخيانة [image] ---------------- مباشرة ودون أي مقدمات تمهيدية يدفعك نجيب محفوظ إلي واقع سعيد سعيد مهران لص يواجه مجتمعا من سعيد مهران الرجل الذي ذبحته الخيانة [image] ---------------- مباشرة ودون أي مقدمات تمهيدية يدفعك نجيب محفوظ إلي واقع سعيد سعيد مهران لص يواجه مجتمعا من الكلاب لا يفكر كثيرا في جريمته ولكنه يقرر الانتقام منهم جميعا
إنه اللص الخارج لتوه من السجن بعد قضاءه فيه أربعة أعوام ليجد زوجته وقد طلقته وتزوجت صديقه وسرقت ماله وبيته وحتى ابنته
نبوية وعليش ثم رؤؤف علوان ذلك الذي علمّه يوما أن المسدس يتكفل بالماضى " والكتاب يتكفل بالمستقبل"
وصل إلى أوج الأبهة بنفاقه وزيفه بينما سعيد مغرق في الحضيض
"الحقيقة العارية.. جثة عفنة لا يواريها تراب أما الآخر فقد مضى كأمس أو كأول يوم في التاريخ أو كحب نبوية أو كولاء عليش أنت لا تنخدع بالمظاهر فالكلام الطيِّب مَكر والابتسامة شفة تتقلص والجود حركة دفاع من أنامل اليد ولولا الحياء ما أذن لك بتجاوز العتبة تخلقني ثم ترتد..تغير بكل بساطة فكرك بعد أن تجسد في شخصي كي أجد نفسي ضائعًا بلا أصل وبلا قيمة وبلا أمل "خيانة لئيمة لو اندك المقطم عليها دكًا ما شُفِيَت نفسي
ولأن سعيد مسكين ومتخبط ويتصرف بعشوائية يتحول الانتقام إلى سلسلة من الأحداث التي تدمي القلب ضحكا
::::::::::::::::
طعّم نجيب محفوظ روايته ببعض الشخوص التي كانت تعلن أن المجتمع لم يتحول بأكمله كلابا
فلازلت هناك قيم روحية يرمز لها الشيخ النجداوي الصوفي والذي لم يعنّف سعيد بسبب جرائمه
*********إنّ هي إلا فتنَتك -------------
وهناك نور فتاة الهوى السند الواهي المتعثر وإن كان قويا بما حملته في قلبها من حب وإخلاص
ونور لأنها ضعيفة وساقطة في وحلها الشخصي تنطفئ رحلتها سريعا ليقف سعيد وحد في مواجهة نباح الكلاب الذي لا ينقطع
::::::::::::::::
الرواية مبنية على المناجاة الداخلية مما يعمق في رأيي الذاتية ويعطيها نبرة ونكهة خاصة وكأنها خواطر أو مونولوج طويل يخاطب به سعيد جمهورا كاملا من الكلاب على كل شكل ولون
ولكن محفوظ لا يكتفي بذلك بل يتدخل ويحكي وكأنه يقول لسعيد أنت مسكين مسكين حتى سرد حكايتك لن تتمه بنفسك
::::::::::::::::
الحوار والوصف في الرواية جاء أقرب للروح العدمية العبثية لتناسبها مع الموضوع نفسه فكل الذين اغتنوا على حساب الآخرين وزيفوا المبادئ كلهم يزدادون قوة كلهم تدير لهم الدنيا وجهها الباسم
وتزداد العبثية بقتله شخصين خطأ حينما كان يحاول التخلص من الكلاب الحقيقيين "تصيب رصاصاته الأبرياء وينجو منها الأعداء"
وكلما قرر أن ينتقم من الكلاب كانت محاولاته أكثر عبثا بلا معنى ولا هدف
::::::::::::::::
دوما ومن البداية كان سعيد أسفا على حاله لم يتأمل كثيرا في قتله شخصين بريئين كان أكثر ما يشغل باله أنه لم يصب هدفه بعد
وربما كان لهذا التخبط واختلاط المعايير دورا في نهاية اللص ولكن الكلاب الخونة لا يزالون في القمة يتمتعون بما ليس من حقهم فلا يمكن الخلاص منهم بنفس السهولة التي نتخلص بها من سعيد الضعيف المتخبط
اللص يستسلم بعد إدراكه أنه لا جدوى من شيء وأنه كلما تحرك ليضلح شيئا دمره بذنوبه وضلالاته
ويلقى مصيره النهائي بلامبالاة
ولم يعرف لنفسه وضعا ولا موضعا ولا غاية.. وجاهد بكل قسوة ليسيطر على شيء ما ليبذل مقاومة أخيرة.. ليظفر عبثا بذكرى مستعصية.. وأخيرا لم يجد بدا من الاستسلام.. فاستسلم ــــــــــــــــــ
لتظل الكلاب تنبح بحرية
فمن الجاني يا سادة.. و من الضحية..؟
Merged review:
سعيد مهران الرجل الذي ذبحته الخيانة [image] ---------------- مباشرة ودون أي مقدمات تمهيدية يدفعك نجيب محفوظ إلي واقع سعيد سعيد مهران لص يواجه مجتمعا من الكلاب لا يفكر كثيرا في جريمته ولكنه يقرر الانتقام منهم جميعا
إنه اللص الخارج لتوه من السجن بعد قضاءه فيه أربعة أعوام ليجد زوجته وقد طلقته وتزوجت صديقه وسرقت ماله وبيته وحتى ابنته
نبوية وعليش ثم رؤؤف علوان ذلك الذي علمّه يوما أن المسدس يتكفل بالماضى " والكتاب يتكفل بالمستقبل"
وصل إلى أوج الأبهة بنفاقه وزيفه بينما سعيد مغرق في الحضيض
"الحقيقة العارية.. جثة عفنة لا يواريها تراب أما الآخر فقد مضى كأمس أو كأول يوم في التاريخ أو كحب نبوية أو كولاء عليش أنت لا تنخدع بالمظاهر فالكلام الطيِّب مَكر والابتسامة شفة تتقلص والجود حركة دفاع من أنامل اليد ولولا الحياء ما أذن لك بتجاوز العتبة تخلقني ثم ترتد..تغير بكل بساطة فكرك بعد أن تجسد في شخصي كي أجد نفسي ضائعًا بلا أصل وبلا قيمة وبلا أمل "خيانة لئيمة لو اندك المقطم عليها دكًا ما شُفِيَت نفسي
ولأن سعيد مسكين ومتخبط ويتصرف بعشوائية يتحول الانتقام إلى سلسلة من الأحداث التي تدمي القلب ضحكا
::::::::::::::::
طعّم نجيب محفوظ روايته ببعض الشخوص التي كانت تعلن أن المجتمع لم يتحول بأكمله كلابا
فلازلت هناك قيم روحية يرمز لها الشيخ النجداوي الصوفي والذي لم يعنّف سعيد بسبب جرائمه
*********إنّ هي إلا فتنَتك -------------
وهناك نور فتاة الهوى السند الواهي المتعثر وإن كان قويا بما حملته في قلبها من حب وإخلاص
ونور لأنها ضعيفة وساقطة في وحلها الشخصي تنطفئ رحلتها سريعا ليقف سعيد وحد في مواجهة نباح الكلاب الذي لا ينقطع
::::::::::::::::
الرواية مبنية على المناجاة الداخلية مما يعمق في رأيي الذاتية ويعطيها نبرة ونكهة خاصة وكأنها خواطر أو مونولوج طويل يخاطب به سعيد جمهورا كاملا من الكلاب على كل شكل ولون
ولكن محفوظ لا يكتفي بذلك بل يتدخل ويحكي وكأنه يقول لسعيد أنت مسكين مسكين حتى سرد حكايتك لن تتمه بنفسك
::::::::::::::::
الحوار والوصف في الرواية جاء أقرب للروح العدمية العبثية لتناسبها مع الموضوع نفسه فكل الذين اغتنوا على حساب الآخرين وزيفوا المبادئ كلهم يزدادون قوة كلهم تدير لهم الدنيا وجهها الباسم
وتزداد العبثية بقتله شخصين خطأ حينما كان يحاول التخلص من الكلاب الحقيقيين "تصيب رصاصاته الأبرياء وينجو منها الأعداء"
وكلما قرر أن ينتقم من الكلاب كانت محاولاته أكثر عبثا بلا معنى ولا هدف
::::::::::::::::
دوما ومن البداية كان سعيد أسفا على حاله لم يتأمل كثيرا في قتله شخصين بريئين كان أكثر ما يشغل باله أنه لم يصب هدفه بعد
وربما كان لهذا التخبط واختلاط المعايير دورا في نهاية اللص ولكن الكلاب الخونة لا يزالون في القمة يتمتعون بما ليس من حقهم فلا يمكن الخلاص منهم بنفس السهولة التي نتخلص بها من سعيد الضعيف المتخبط
اللص يستسلم بعد إدراكه أنه لا جدوى من شيء وأنه كلما تحرك ليضلح شيئا دمره بذنوبه وضلالاته
ويلقى مصيره النهائي بلامبالاة
ولم يعرف لنفسه وضعا ولا موضعا ولا غاية.. وجاهد بكل قسوة ليسيطر على شيء ما ليبذل مقاومة أخيرة.. ليظفر عبثا بذكرى مستعصية.. وأخيرا لم يجد بدا من الاستسلام.. فاستسلم ــــــــــــــــــ
لتظل الكلاب تنبح بحرية
فمن الجاني يا سادة.. و من الضحية..؟
Merged review:
سعيد مهران الرجل الذي ذبحته الخيانة [image] ---------------- مباشرة ودون أي مقدمات تمهيدية يدفعك نجيب محفوظ إلي واقع سعيد سعيد مهران لص يواجه مجتمعا من الكلاب لا يفكر كثيرا في جريمته ولكنه يقرر الانتقام منهم جميعا
إنه اللص الخارج لتوه من السجن بعد قضاءه فيه أربعة أعوام ليجد زوجته وقد طلقته وتزوجت صديقه وسرقت ماله وبيته وحتى ابنته
نبوية وعليش ثم رؤؤف علوان ذلك الذي علمّه يوما أن المسدس يتكفل بالماضى " والكتاب يتكفل بالمستقبل"
وصل إلى أوج الأبهة بنفاقه وزيفه بينما سعيد مغرق في الحضيض
"الحقيقة العارية.. جثة عفنة لا يواريها تراب أما الآخر فقد مضى كأمس أو كأول يوم في التاريخ أو كحب نبوية أو كولاء عليش أنت لا تنخدع بالمظاهر فالكلام الطيِّب مَكر والابتسامة شفة تتقلص والجود حركة دفاع من أنامل اليد ولولا الحياء ما أذن لك بتجاوز العتبة تخلقني ثم ترتد..تغير بكل بساطة فكرك بعد أن تجسد في شخصي كي أجد نفسي ضائعًا بلا أصل وبلا قيمة وبلا أمل "خيانة لئيمة لو اندك المقطم عليها دكًا ما شُفِيَت نفسي
ولأن سعيد مسكين ومتخبط ويتصرف بعشوائية يتحول الانتقام إلى سلسلة من الأحداث التي تدمي القلب ضحكا
::::::::::::::::
طعّم نجيب محفوظ روايته ببعض الشخوص التي كانت تعلن أن المجتمع لم يتحول بأكمله كلابا
فلازلت هناك قيم روحية يرمز لها الشيخ النجداوي الصوفي والذي لم يعنّف سعيد بسبب جرائمه
*********إنّ هي إلا فتنَتك -------------
وهناك نور فتاة الهوى السند الواهي المتعثر وإن كان قويا بما حملته في قلبها من حب وإخلاص
ونور لأنها ضعيفة وساقطة في وحلها الشخصي تنطفئ رحلتها سريعا ليقف سعيد وحد في مواجهة نباح الكلاب الذي لا ينقطع
::::::::::::::::
الرواية مبنية على المناجاة الداخلية مما يعمق في رأيي الذاتية ويعطيها نبرة ونكهة خاصة وكأنها خواطر أو مونولوج طويل يخاطب به سعيد جمهورا كاملا من الكلاب على كل شكل ولون
ولكن محفوظ لا يكتفي بذلك بل يتدخل ويحكي وكأنه يقول لسعيد أنت مسكين مسكين حتى سرد حكايتك لن تتمه بنفسك
::::::::::::::::
الحوار والوصف في الرواية جاء أقرب للروح العدمية العبثية لتناسبها مع الموضوع نفسه فكل الذين اغتنوا على حساب الآخرين وزيفوا المبادئ كلهم يزدادون قوة كلهم تدير لهم الدنيا وجهها الباسم
وتزداد العبثية بقتله شخصين خطأ حينما كان يحاول التخلص من الكلاب الحقيقيين "تصيب رصاصاته الأبرياء وينجو منها الأعداء"
وكلما قرر أن ينتقم من الكلاب كانت محاولاته أكثر عبثا بلا معنى ولا هدف
::::::::::::::::
دوما ومن البداية كان سعيد أسفا على حاله لم يتأمل كثيرا في قتله شخصين بريئين كان أكثر ما يشغل باله أنه لم يصب هدفه بعد
وربما كان لهذا التخبط واختلاط المعايير دورا في نهاية اللص ولكن الكلاب الخونة لا يزالون في القمة يتمتعون بما ليس من حقهم فلا يمكن الخلاص منهم بنفس السهولة التي نتخلص بها من سعيد الضعيف المتخبط
اللص يستسلم بعد إدراكه أنه لا جدوى من شيء وأنه كلما تحرك ليضلح شيئا دمره بذنوبه وضلالاته
ويلقى مصيره النهائي بلامبالاة
ولم يعرف لنفسه وضعا ولا موضعا ولا غاية.. وجاهد بكل قسوة ليسيطر على شيء ما ليبذل مقاومة أخيرة.. ليظفر عبثا بذكرى مستعصية.. وأخيرا لم يجد بدا من الاستسلام.. فاستسلم ــــــــــــــــــ
كم من الوقت مضى على آخر مراجعة كتبتها؟ قرأت خلال هذا الوقت كتبا كثيرة ومنها ما نال إعجابي والخمس نجوم لكن هل است
إن الرواياتِ، في جلّها، احتفاءٌ بالغرابة
كم من الوقت مضى على آخر مراجعة كتبتها؟ قرأت خلال هذا الوقت كتبا كثيرة ومنها ما نال إعجابي والخمس نجوم لكن هل استفزني أي منها لأترك ما بيدي وأكتب عنه؟
حسنا بثينة تقدم رواية لا تصلح للجميع لا تصلح لمن يحكمون على العمل الأدبي بنظرة جامدة ولا لمن يضعونه في قوالب جاهزة بمعايير معينة يصبأ من يخرج عنها
بثينة تقدم ما خلقت لتقدمه هذا هو عالمها الحقيقي ومن يعيش في هذا العالم مثلها هو فقط من سيقع في غرام هذه الرواية وأي كتاب آخر على شاكلتها
هذا عمل بهي مميز محلق في الخيال يناسب كل شغوف بالكتب يقدم له لغة عجيبة وسرد أعجب وشخصيات .. مممم حسنا لا يمكنني الحديث عن الشخصيات كيلا أحرق لكم "أحداثا" يجدر بي ألا أحرقها ;)
أنا أحب بثينة في الواقع حبا لا أعرف له سببا محددا فمعظم رواياتها لا تروق لي ولا أجد فيها ما يميز ربما قدرتها على الاستمرار دون أن تنحدر بمستوى ما تكتبه لينال إعجاب السوق ربما شغفها بالكتب كقارئة قبل أن تكون روائية ربما ملامح وجهها الهادئة حقا لا أعلم .. ولكني فعلا أحبها
لم يعجبني لبثينة سوى عمل قديم لم ينل الكثير من الشهرة مجموعة متفردة من نوعها قرأتها منذ سنوات اسمها "قيس وليلى والذئب" وحينها وقعت في غرام الكتاب العجيب وأحببت العالم الذي صنعته واللغة التي استخدمتها والخيال الذي أذهلتني حدوده حقا
ثم رأيت غلاف الكتاب وتأملت العنوان وعلمت أن هذه الرواية ستكون شيئا آخر شيء لا علاقة له بعالم الدراما الخليجية الذي يسيطر على بقية أعمالها
وكنت محقة في ظني ولا أتمنى شيء سوى أن تكمل هذا الطريق فهذا النوع من الكتابة هو ما خلقت من أجله وما يجعلنا مهما قرأنا منتظرين الجديد لأن هناك من يكتب على هذه الشاكلة
:::ملحوظة::: لا أضمن لك قراة ممتعة إن كنت لا تحب كتابات ألبرتو مانغويل ولا تجد قصص بورخيس مناسبة لذائقتك أو لا تحب القراءة عن الكتب وعالمها أو إن كنت تقليدي في حكمك على الأعمال الأدبية